
في تصريحات أدلى بها عدلي القيعي، رئيس شركة الكرة السابق بالنادي الأهلي، تناول موضوع رحيل اللاعب التونسي علي معلول، الظهير الأيسر للفريق الأول لكرة القدم بالنادي. وأكد القيعي أن معلول كان لديه وجهة نظر خاصة فيما يتعلق بمستقبله مع الفريق.
وخلال حديثه عبر قناة "الأهلي"، استعرض القيعي أمثلة للاعبين كبار كان الجمهور يتمنى استمرارهم لفترة أطول، قائلاً: "من منا كان لا يتمنى استمرار الكابتن محمود الخطيب لأطول فترة ممكنة؟، من منا لم يتمن استمرار النجم محمد أبو تريكة وقبلهما الأسطورة صالح سليم من اللاعبين الذين حظوا بشعبية جارفة؟، ومن منا لم يتمن استمرار علي معلول؟".
وأوضح القيعي أنه لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة في لحظة النهاية بالنسبة للاعبين الكبار، مؤكدًا أن الجميع يتمنى ألا تنتهي مسيرة اللاعبين، لكن هذا الأمر مستحيل. وأشار إلى أنه إذا سارت الأمور في اتجاه رغبة اللاعب والنادي مع تكريم لائق، فإن الأمور تكون سهلة، كما حدث مع حسام غالي وعماد متعب وقبلهما محمد أبو تريكة ومحمود الخطيب.
وأضاف القيعي: "لكن عندما يكون لدى اللاعب هدف آخر ويريد الاستمرار، قد تظهر بعض المشاكل الطفيفة، وهنا تتدخل الجوانب العاطفية، حتى لو كان اللاعب محل تقدير ولكن ليس لديه الشعبية الكبيرة، مثل حسام عاشور".
وأكد القيعي أن حسام غالي وعماد متعب كانا من اللاعبين الموهوبين، لكن لو أصرّا على الاستمرار في الملاعب، لكانت ستأتي لحظة حرجة ومحرجة، لأن النادي يعلم أنهما لاعبان مهمان ويريد أن يُجاملهما، وفي الوقت نفسه يعرف أن هناك مصلحة أعم ومسؤولية أكبر، لأن النادي الأهلي ليس مجرد فريق يفوز بالبطولات، بل له تصنيف على مستوى العالم، وأهداف متطورة، وإذا لم يقم الأهلي بعملية التطوير والتحديث سيسقط.
وتساءل القيعي عن مكان المسؤولية والعاطفة الممثلة في الجماهير، وأحيانًا اللاعبين الذين يطمحون في أمر آخر، مشيرًا إلى أن اللاعب قد يقول إنه أعطى للنادي، لكن العطاء كان متبادلاً، فالنادي أعطاه أموالاً وبطولات واحترامًا وتقديرًا وشعبية، وما زال يحظى بكل هذا. وأكد أن الحلول التي طُرحت على علي معلول لم تُطرح على لاعب آخر نظرًا لمكانته، وتساءل: "من هو اللاعب الذي عُرض عليه أن يُجنس لكي يُصبح لاعبًا مصريًا ويخرجنا من مأزق اللاعبين الأجانب؟".
وأشار القيعي إلى أنه حتى عندما سمح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بقيد 8 لاعبين أجانب أثناء فترة كأس العالم، كان الاقتراح أن يكون علي معلول موجودًا في قائمة الـ 3 لاعبين وليس في قائمة الـ 5، بمعنى أنه سيلعب كأس العالم مع النادي الأهلي ويمتد عقده 3 أشهر، لكنه كان لديه وجهة نظر أخرى وهذا حقه، حيث كان يرغب في عقد لمدة سنة أو سنتين، وهذا كان صعبًا من الناحية الفنية بالنسبة لجميع المدربين الذين طُرح عليهم الأمر.
وأوضح القيعي أن الأمر نفسه ينطبق على عمرو السولية، رغم أن العاطفة كانت أقل حدة، لأنه لم يأخذ مكان لاعب أجنبي، وكان قد حدد طريقه.
وأكد القيعي أن علي معلول يحب الأهلي ويحب علاقته بالجماهير التي لم يحظ بها أحد، مشيرًا إلى أن جيلبرتو ظل 9 سنوات في الأهلي، واختار وقتًا للرحيل عن قناعة، وأصبح سفيرًا للأهلي في أنجولا، وأيضًا أنيس بوجلبان.
واختتم القيعي حديثه بالتأكيد على أنه لا يظن أن العلاقة ستنتهي، فهذه سنة الحياة وقانون الاحتراف الذي ينبغي أن نضع أنفسنا فيه مكان بعضنا البعض، مشيرًا إلى حكمة تعلمها من الحياة وهي: "عندما تذهب إلى أناس يحبونك، لا تنتظر حتى يتثاءبوا"، موضحًا أنهم قد يقولون لك انتظر قليلاً، وهذه هي اللحظة التي يجب أن تقرر فيها الرحيل، لكن إن انتظرت وجلست بعد ذلك، ستجدهم يتثاءبون، وسيصبح الأمر محرجًا لك ولهم.