شهدت المفاوضات الجارية بين إدارة النادي الأهلي والمدرب السويسري السابق للفريق، مارسيل كولر، بشأن المستحقات المالية المتأخرة للمدرب لدى النادي، تعثراً ملحوظاً خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد أن أبدى المدرب السويسري استياءه الشديد من الهجوم الذي تعرض له من قبل بعض الشخصيات المحسوبة على النادي عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وأفاد مصدر مطلع داخل النادي الأهلي بأن المفاوضات مع كولر بشأن مستحقاته المالية كانت تسير بصورة إيجابية ومُرضية لكلا الطرفين، إلا أن الأمور تغيرت بشكل مفاجئ بعد ظهور عدد من اللاعبين السابقين بالنادي الأهلي في برامج تلفزيونية مختلفة، وتناولهم أداء المدرب السويسري بشكل سلبي خلال فترة توليه القيادة الفنية للفريق الأول لكرة القدم، الأمر الذي أثار غضب المدرب السويسري وأدى إلى تعقيد المفاوضات.
وأوضح المصدر ذاته أن كولر شعر بانزعاج شديد جراء هذا الهجوم من قبل نجوم الأهلي السابقين، خاصة وأن اثنين منهم كانا يشغلان مناصب داخل النادي خلال فترة تدريبه للفريق، بل وجمعت بينهما وبين المدرب السويسري عدة اجتماعات ومناقشات موسعة لبحث العديد من الأمور الفنية المتعلقة بالفريق، وتحديداً فيما يتعلق بملف الصفقات الجديدة واللاعبين الراحلين عن الفريق.
وأشار المصدر إلى أن الانتقادات التي وجهها نجوم الأهلي السابقون لكولر، وتأكيدهم على أن المدرب السويسري تسبب في "توريط" النادي في إبرام صفقات غير موفقة، وعلى رأسها التعاقد مع المهاجم الفرنسي أنتوني موديست، تسببت في استياء وغضب المدرب السويسري، الذي بادر بإرسال رسالة خاصة إلى مسؤولين كبار داخل النادي الأهلي، أعرب فيها عن استيائه الشديد من هذه التصريحات، مؤكداً أنها تسيء إليه وإلى سمعته كمدرب كبير تلقى العديد من العروض من أندية خليجية ومنطقة الشرق الأوسط.
وكشف المصدر أن كولر أكد لمسؤولي الأهلي بأنه لم يتحدث عن النادي بأي شكل من أشكال السوء منذ رحيله عن منصبه، بل كان حريصاً على إنهاء علاقته بالنادي بصورة ودية ومحترمة، خاصة وأن تجربته مع الأهلي كانت ناجحة ومثمرة، إلا أن التصريحات الصادرة عن بعض المنتمين للنادي كانت غير موفقة وتسيء إليه شخصياً.
وأكد المصدر أن حالة الغضب التي انتابت كولر بسبب تصريحات نجوم الأهلي السابقين أدت إلى تعثر المفاوضات المتعلقة بمستحقات المدرب السويسري، إلا أن إدارة النادي تواصل جهودها ومساعيها للتوصل إلى اتفاق نهائي معه بشأن المستحقات المالية المتأخرة، والتي لا يزال يحصل عليها بعد رحيله عن النادي في شهر أبريل الماضي عقب الخروج من الدور نصف النهائي لدوري أبطال أفريقيا أمام صن داونز الجنوب أفريقي.
وشهدت الأيام القليلة الماضية اتصالات مكثفة بين الدكتور عبد الله شحاتة، خبير اللوائح في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والذي استعانت به إدارة الأهلي لحسم ملف مستحقات كولر، ودينو لامبرتي، وكيل أعمال المدرب السويسري، وتهدف هذه الاتصالات إلى إقناع كولر بالموافقة على الحصول على راتب ثلاثة أو أربعة أشهر مقابل التنازل عن باقي مستحقاته، وتوقيع "مخالصة" رسمية تثبت استلامه المبلغ المتفق عليه، وذلك بهدف إغلاق هذا الملف بشكل نهائي.
وتأمل إدارة النادي الأهلي في التوصل إلى اتفاق نهائي مع مارسيل كولر بشأن مستحقاته المالية، أو أن يتولى الأخير تدريب أحد الأندية الأخرى حتى تتوقف فترة سداد الأهلي لراتب المدير الفني، وتلقى مارسيل كولر بالفعل عروضاً من عدة أندية خارجية لتولي تدريبها، إلا أن المفاوضات لم تنجح حتى الآن، ومن أبرز هذه الأندية نادي الوصل والشارقة الإماراتيين، بالإضافة إلى نادي الهلال السعودي.
يذكر أن عقد كولر مع النادي الأهلي ينص على حصوله على راتب شهري قدره 250 ألف يورو حتى انتهاء مدة العقد في شهر يونيو من عام 2026، وذلك في حال اتخاذ النادي قراراً بإقالته قبل نهاية مدة العقد المتفق عليها.