
في تطور يضع حداً لخلافات مالية استمرت لبعض الوقت، تسلّم المدرب السويسري مارسيل كولر، المدير الفني السابق للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، كامل مستحقاته المالية المتأخرة من إدارة القلعة الحمراء خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعد مفاوضات مكثفة وجهود كبيرة بذلها مسئولو النادي الأهلي. وبهذا الإجراء، نجح مسئولو النادي الأهلي في إسدال الستار بشكل كامل على هذه الأزمة التي فرضت نفسها بقوة على سطح الأحداث الكروية الأهلاوية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
أن إدارة النادي الأهلي قد قامت بالفعل بإرسال مستحقات المدرب السويسري، وذلك يوم الخميس الماضي، حيث شملت المستحقات راتب ثلاثة أشهر كاملة، بالإضافة إلى المكافآت الخاصة بالمدرب نظير النجاحات التي حققها مع الفريق خلال الفترة الماضية التي قضاها على رأس القيادة الفنية للفريق. وبعد استلامه لكامل مستحقاته، قام المدرب السويسري مارسيل كولر بالتوقيع على "مخالصة وتسوية" رسمية، يؤكد فيها استلامه لجميع مستحقاته المالية المتأخرة.
تعاملت إدارة النادي الأهلي مع ملف مستحقات المدرب كولر باهتمام بالغ وحرص شديد على الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، وعلى الرغم من أن هذا الملف قد شهد بعض التعقيدات الكبيرة في فترات سابقة، إلا أن المهندس خالد مرتجي، أمين صندوق النادي الأهلي والقائم بأعمال نائب رئيس النادي، قد نجح في نهاية المطاف في حل هذا الخلاف المعقد، وتمكن بفضل جهوده من إنقاذ خزينة النادي من تحمل مبالغ مالية طائلة كان سيضطر النادي لدفعها للمدرب السويسري، وذلك في حال إصرار الأخير على الحصول على قيمة عقده كاملاً.
وفي سبيل الوصول إلى هذا الحل، عقد المهندس خالد مرتجي سلسلة من جلسات العمل المكثفة مع عماد حلمي، المدير المالي للنادي الأهلي، وذلك من أجل البحث عن حلول عملية وواقعية لهذه الأزمة. وقد قام أمين الصندوق والمدير المالي للنادي الأهلي بطرح عدة مُقترحات وبدائل قبل أن يتولى المهندس خالد مرتجي بنفسه مهمة التفاوض المباشر مع المدرب كولر ووكيل أعماله، دينو لامبرتي، لإقناعهما بقبول حصول المدرب على راتب ثلاثة أشهر فقط من قيمة عقده، وذلك بدلاً من الحصول على راتب 12 شهراً.
وقد استغرقت المفاوضات التي قادها المهندس خالد مرتجي مع وكيل أعمال المدرب كولر عدة أيام متواصلة، ولم تكن المهمة سهلة على الإطلاق، وذلك لأن المدرب كولر كان يشعر بغضب شديد واستياء بالغ من بعض التصريحات التي أدلى بها بعض أبناء النادي، والتي رأى كولر أنها تُسيء إليه وإلى اسمه وتاريخه التدريبي. وقد ذكرت بعض المصادر أن بعض أبناء النادي قد صرحوا بأن كولر قد تعاقد مع لاعبين دون المستوى، وغيرها من التصريحات التي أزعجت المدرب السويسري بشدة، لدرجة أنه أرسل خطاباً رسمياً لإدارة النادي الأهلي يشكو فيه من الهجوم المُستمر عليه من بعض أبناء النادي، على الرغم من أنه يتحدث عن النادي الأهلي دائماً بشكل جيد منذ رحيله عن النادي. وأكد كولر في خطابه أن هذه التصريحات تُسيء إليه في ظل العروض التي يتلقاها من أندية منطقة الخليج والشرق الأوسط.
وبفضل العلاقة القوية التي تربط أمين صندوق النادي الأهلي بالمدرب كولر ووكيل أعماله، استطاع مرتجي أن يحتوي غضب المدرب السويسري من هذه التصريحات، وأن يتوصل إلى اتفاق نهائي مع كولر ووكيل أعماله يقضي بحصول المدرب على مستحقات ثلاثة أشهر فقط، ليتم بذلك إسدال الستار بشكل كامل على هذه الأزمة التي كانت تؤرق مسئولي القلعة الحمراء، وذلك لأنها كانت ستُكلّف النادي ما يقرب من 3 ملايين دولار أمريكي تقريباً.
وقد ساهم الدور القوي والفعال الذي قام به المهندس خالد مرتجي، ومعه عماد حلمي، في الخروج من هذه الأزمة دون خسائر كبيرة، خاصة أن هناك بعض الأطراف قد نصحت المدرب كولر باللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية من أجل الحصول على قيمة عقده كاملاً من النادي الأهلي، وكان سيحصل عليه بالفعل، لكن إحترافية أمين الصندوق في التعامل مع هذا الملف بحكمة وروية حالت دون تصعيد الأزمة إلى المحكمة الرياضية الدولية، ودون تحمل خزينة النادي الأهلي مبالغ مالية طائلة.