في تطورٍ مثير يُلقي بظلاله على مستقبل أحد أبرز لاعبي خط الوسط في النادي الأهلي، قرّر الدولي المالي أليو ديانج إنهاء مشواره مع القلعة الحمراء، والرحيل عن صفوف الفريق مجانًا بنهاية الموسم الحالي، بعد أن استقر على هذا الخيار بشكل نهائي، وسط غياب أي محاولات جادة من إدارة النادي لإقناعه بالبقاء أو حتى فتح باب التفاوض حول تجديد عقده.
ووفقًا لما كشفه الإعلامي الرياضي الموثوق كريم رمزي خلال برنامجه الإذاعي، فإن إدارة الأهلي لم تُجرِ أي محادثات رسمية مع ديانج، ولم تستطلع رأيه بشأن إمكانية التمديد، وهو ما يعكس وجود نية متبادلة بين الطرفين — الإدارة واللاعب — بعدم الاستمرار معًا في المرحلة المقبلة. إذ يبدو أن العلاقة بين اللاعب والنادي وصلت إلى طريق مسدود، لا سيما بعد عودته من إعارته إلى نادي الخلود السعودي، حيث لم يجد الترحيب أو الدعم الكافي الذي كان يأمله داخل أسوار التتش.
وأشار رمزي إلى أن ديانج يشعر بخيبة أمل كبيرة من المعاملة التي تلقاها منذ عودته، ما دفعه إلى اتخاذ قرار الرحيل دون النظر إلى أي عروض مالية قد تُقدّم له، مُصرًا على المغادرة كلاعب حر في الصيف المقبل، حتى لو كلفه ذلك خسارة مادية كبيرة. ويعكس هذا الموقف مدى عمق الخلاف بين اللاعب وإدارة النادي، خصوصًا بعد أن رفضت الأخيرة بيعه في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، رغم تلقيها عرضًا رسميًا من نادي الحزم السعودي بقيمة 750 ألف دولار، وهو ما زاد من استياء اللاعب وعزّز قناعته بعدم وجود مكان له في الخطط المستقبلية للفريق.
ويُعدّ هذا التطور ضربة قوية للنادي الأهلي، الذي قد يخسر أحد عناصره الأساسية دون مقابل، في وقت يسعى فيه الفريق لتعزيز صفوفه استعدادًا للموسم المقبل، سواء على الصعيد المحلي أو القاري. كما يُثير القرار تساؤلات حول سياسة التعاقدات والإدارة الفنية بالنادي، ومدى قدرتها على الحفاظ على اللاعبين المهمين أو على الأقل الاستفادة منهم ماليًا قبل رحيلهم.
وبينما يُنتظر أن يخوض ديانج ما تبقى من مباريات الموسم الحالي مع الأهلي، فإن عينيه بالفعل على المستقبل، حيث من المتوقع أن يفتح باب التفاوض مع عدد من الأندية العربية والأوروبية التي تتابع وضعه عن كثب، استعدادًا للتعاقد معه مجانًا في الميركاتو الصيفي، في صفقة قد تكون الأذكى من الناحية المالية لأي نادٍ يسعى لضم لاعب بخبرته ومستواه دون دفع أي مبالغ انتقالية.
باختصار، مشوار أليو ديانج مع الأهلي يقترب من النهاية، ليس بسبب ضعف الأداء، بل بسبب تراكمات إدارية ونفسية جعلت من الاستمرار أمرًا مستحيلًا — والجميع يترقب كيف ستتعامل إدارة الأهلي مع هذا الملف الشائك قبل فوات الأوان.