في خطوة تعكس سعي النادي الأهلي لتدعيم جهازه الفني بخبرات أوروبية عالية المستوى، أعلن المدير الفني الدنماركي ييس توروب انضمام المجري إيمري سابيتش إلى الطاقم الفني للفريق الأول لكرة القدم، ليشغل منصب المدرب المساعد، ويدعم الجوانب التكتيكية والفنية للفريق خلال المرحلة المقبلة.
يُعد إيمري سابيتش، البالغ من العمر 44 عامًا، واحدًا من الأسماء اللامعة في كرة القدم المجرية، سواء كلاعب أو مدرب. وُلد في مدينة سِجِد عام 1981، وبدأ مسيرته الكروية في صفوف نادي فيرينتسفاروش، قبل أن يشق طريقه سريعًا إلى الاحتراف الأوروبي، حيث تألق مع نادي شتورم جراتس النمساوي، وشارك معه في دوري أبطال أوروبا.
في عام 2003، انتقل إلى الدوري الألماني عبر بوابة نادي شتوتجارت، ثم لعب لعدة أندية بارزة مثل كولن، ماينز 05، وأوجسبورج، قبل أن يعود إلى شتورم جراتس وينهي مشواره الكروي هناك عام 2013، بعد مسيرة حافلة خاض خلالها أكثر من 320 مباراة، مسجلاً نحو 80 هدفًا.
دوليًا، مثّل سابيتش منتخب بلاده بين عامي 2003 و2013، وشارك في 36 مباراة دولية سجل خلالها 13 هدفًا. وكان خلال تلك الفترة أحد أبرز عناصر الهجوم في جيلٍ شهد إعادة بناء الكرة المجرية على المستوى القاري.
عقب اعتزاله، لم يبتعد سابيتش عن الملاعب، بل سلك طريق التدريب سريعًا. بدأ كمساعد مدرب مع منتخب المجر عام 2014، قبل أن ينضم إلى الطاقم الفني لمنتخب النمسا بين عامي 2018 و2021، حيث اكتسب خبرة واسعة في العمل مع مدارس كروية أوروبية متنوعة.
وفي عام 2021، تولى المسؤولية الفنية لفريق فيهيرفار في الدوري المجري، فيما كانت آخر محطاته التدريبية في الدوري الألماني، حيث شغل منصب مساعد مدرب في نادي أوجسبورج اعتبارًا من صيف 2024 بعقد يمتد حتى 2026، قبل أن يتلقى عرض الأهلي وينضم إلى الطاقم الفني بطلب خاص من ييس توروب.
سبق لسابيتش وتوروب أن تعاونا في أوروبا، وهو ما عزز من رغبة المدرب الدنماركي في الاستعانة به داخل الجهاز الفني للأهلي، ضمن خطة شاملة لإحداث نقلة نوعية في الأداء التكتيكي والهجومي للفريق.
ويُعوّل توروب على سابيتش في تطوير خط الهجوم بشكل خاص، مستفيدًا من خلفيته كمهاجم سابق خبير، وقدرته على تحليل تحركات الفرق المنافسة، واستغلال المساحات الدفاعية.
يحمل المدرب المجري رخصة التدريب الأعلى في أوروبا (UEFA Pro License)، ما يمنحه صلاحية قيادة الفرق في البطولات القارية الكبرى، ويؤهله للعمل ضمن منظومة احترافية بحجم الأهلي، الطامح للعودة إلى منصات التتويج محليًا وقاريًا.
يؤكد انضمام سابيتش إلى جهاز الأهلي استمرار سياسة التطوير الفني، وحرص الإدارة على خلق تناغم بين المدارس الكروية المختلفة. فبينما يمثل توروب المدرسة الاسكندنافية بفلسفتها المنظمة، يُجسد سابيتش مزيجًا بين المدرستين المجرية والألمانية، التي تُعرف بالصلابة والانضباط والابتكار في الحلول الهجومية.
ومع اكتمال الطاقم الفني الجديد، تُعلّق جماهير الأهلي آمالًا كبيرة على هذا المزيج الفني، لتقديم كرة قدم حديثة تعيد للفريق هيبته وتواصله مع البطولات، خصوصًا مع التحديات المرتقبة في دوري نايل المحلي، ودوري أبطال أفريقيا.